بعض الأفكار لترغيب الأطفال في القراءة

يتقدم كل طفل في رحلة اكتشاف القراءة والكتب بوتيرته الخاصة

كُتبت هذه المقالة بالتعاون مع سيلين سيملر، أستاذة مكتبة قي مدرسة ثانوية


كيف تخلق تذوق الكتب عند الأطفال؟ هذا سؤال يطرحه العديد من المهنيين والآباء على أنفسهم والذي له إجابات عديدة لا إجابة واحدة فقط. في الواقع، كل طفل مختلف وسيحتاج إلى حوافز مختلفة في رحلته نحو القراءة.

التوصية الأولى للمتخصصين هي عدم الخوف من توعية الأطفال بعالم الكتب في وقت مبكر. حتى الرضع يتقبلون ويتعلمون من الكتب، كما توضح مؤلفة أدب الأطفال كوليت باربي جوليان في كتابها(1) :الكتب تساعد الطفل في تعلمه: التحدث، الاستعداد لتعلم القراءة والكتابة (بعد ذلك بكثير!)، مراقبة الصور كشيء جمالي وكتمثيل للعالم.

تمنح الكتب صغار السن معلومات عن عالمهم وتساعدهم على تطوير مخيلتهم. بين كتب الألعاب، والكتب القماشية، والبلاستيكية (للاستحمام على سبيل المثال)، والورق المقوى، والكتب البارزة(2)، أو حتى الكتب الصوتية، الاختيارات كثيرة.

أهم شيء هو أن تأخذ الطفل بجدية وتحفزه فكريا: اختر القصص التي تقدم مفردات جديدة، مع روح الدعابة أو المغامرة، أو حتى القصص المدهشة والآسرة برسومات غنية ومحفزة.

قراءات للمشاركة

تطور القراءة بصوت عالٍ العديد من قدرات الأطفال: اللغة من حيث المفردات والتراكيب النحوية وكذلك الفرق بين اللغة المنطوقة والمكتوبة، وفهم البنية السردية للقصة (البداية والوسط والنهاية)، وحقيقة أنه يجب أن يُقرأ الكتاب بمعنى معين، ومن سن الثلاث أو الأربع سنوات، القدرة على التعرف على أحرف معينة ثم سلسلة من الحروف. القراءة بصوت عالٍ مرتبطة أيضًا بـ حفظ أفضل، بالسماح بعيش النص وإنشاء رابط بين البالغ والطفل حول القراءة.

حتى عندما يتمكن الطفل من القراءة، من المهم عدم التوقف عن القراءة بصوت عالٍ، فهي تسمح للطفل باكتشاف الأعمال التي ستكون معقدة للغاية بالقراءة فقط ومواصلة مشاركة العالم الأدبي.

يجب أن يؤخذ في الاعتبار أيضًا أن الطفل يكتشف العالم من حوله بفضل والديه في المقام الأول وسيرغب في تقليد سلوكهم. إن الطفل الذي يرى حوله بالغين يقرؤون سيرغب في الذهاب والحصول على كتاب أكثر بكثير من الطفل الذي لا يصل بسهولة للكتب أو ليس لديه بالغين قدوة يقرؤون أمامه.

يمكننا الإشارة لعمل جمعية (اقرأ وقَرِئ(3)) التي تعمل في العديد من المؤسسات (المدارس، مؤسسات (الطفولة المبكرة)، المكتبات، الجمعيات الاجتماعية والثقافية، مراكز الترفيه، المؤسسات الطبية والاجتماعية) للسماح للأطفال بسماع القصص والانغماس في عالم الكتب.

في مواجهة تحديات ممتعة

يلتزم المعلمون والمعلمات وأمناء المكتبات وبائعي الكتب وجميع العاملين في عالم الكتاب بجعل الأطفال والمراهقين والبالغين يرغبون في القراءة وتشجيع العديد من الأنشطة مثل رالي القراءة أو اجتماعات مع المؤلفين أو نوادي الكتاب.

في السنوات الأخيرة، بدأت المدارس في إنشاء نظام جديد يسمى (هدوء ، نحن نقرأ!(4) ). نشأ هذا النظام من تجربة أجريت في مدرسة Tevfik Fikret (توفيق فكرت) الثانوية في أنقرة في عام 2001 ، حيث يحدد هذا النظام فترات من القراءة لمدة 15 دقيقة كل يوم في نفس الوقت (غالبًا بعد استراحة الغداء مباشرة). خلال ربع الساعة هذا، يجب على كل تلميذ قراءة كتاب يستعيره من مكتبة المدرسة، أو أنه يحضره من المنزل.

وبالتالي فإن هذا الوقت هو وقت القراءة الفردي والجماعي الذي يسمح للطلاب بالانغماس الكامل في القراءة دون إلهاء خارجي. اختيار الكتاب يكون بشكل حر تمامًا (كتاب ، قصص مصورة ، كتب صور ، مجلة ، إلخ) ويمكن للتلميذ تغيير الكتاب إذا رغب خلال الربع الساعة ، لكن يجب أن يقرأ.

تتمتع هذه المبادرة بميزة الوصول إلى جميع الطلاب، سواء أحبوا القراءة أم لا، وتساعد أولئك الذين لم يطوروا بعد شهيتهم للقراءة بتذوق متعتها في بيئة مريحة. تصبح القراءة متعة حقيقية في البيئة المدرسية، دون الطبيعة العقابية أحيانًا لمراقبة القراءة أو التعليقات كتابة المقالات.

في عام 2017 في فرنسا، استحدث هذا النظام ويصل أكثر فأكثر إلى المدارس ولكن يمكن أي تطويره في أماكن أخرى مثل الشركات والجامعات ودور المسنين والجمعيات وما إلى ذلك.

اقتراحات للقراءة

منذ الثمانينيات، كُتبت العديد من الكتب بهدف أساسي هو التوفيق بين الأطفال والقراءة. بدأ هذا الموضوع عند متحدثي اللغة الإنجليزية بعناوين تعتبر كلاسيكية الآن مثل (أحب الكتب(5)) الذي نُشر في عام 1988 لأنتوني براون و(أكره القراءة(6) ) الذي نُشر في عام 1992 بقلم ريتا مارشال وإتيان ديليسيرت. يسمح هذان الكتابان للطفل بالكشف عن مجموعة متنوعة من الاكتشافات التي يمكن العثور عليها في المكتبة: من الكتب المضحكة إلى الكتب الغريبة وكتب المغامرات.

مؤخرا، كتابا صور نُشرا بالغة الإنجليزية، كتاب (أسد المكتبة(7)، 2007) لميشيل كنودسن وكيفن هوكس وكتاب (أنه كتاب(8)، 2010) بقلم لين سميث. الأول عبارة عن كتاب صور كبير الحجم يقود القارئ الصغير ليستوعب شيفرات المكتبة عبر مغامرات الأسد. الرسوم مفصلة للغاية، النص خفيف والقصة مؤثرة. يشرح الكتاب الثاني بروح الدعابة ما هو الكتاب من خلال محادثة إيقاعية بين قرد وحمار.

بالنسبة للأكبر سنًا، تستهدف الأعمال الأخرى أيضًا القراء المتمردين مثل كتاب ديدييه ليفي(9). النص بسيط ومليء بالنكات للأطفال (والبالغين)، تخطيط الصفحة بالإضافة إلى الرسوم ذات اللونين معدة بحيث تختلف كل صفحة مزدوجة تمامًا عن السابقة. هذه التغييرات المرئية تفكك رتابة القراءة وتسمح باكتشافات جديدة مع كل تغيير للصفحة.

كتاب (Halte aux livres!)، بقلم بريجيت سمادجا

يحكي الكتاب قصة باسيل، الصبي الذي لا يحب الكتب ولكنه يستقبلها في كل عيد ميلاد. لذا فهو يفكر في خطط للتخلص من كل هذه الأعمال الورقية المزدحمة: لماذا لا يحولها إلى حاملات مصابيح أو حتى يُطعمها لأخته؟ كتب هذا الكتاب بنبرة فكاهية ورسمه سيرج بلوخ، ويفصل بشكل مؤثر المشاكل التي يواجهها الأطفال الذين لا يحبون القراءة

كتاب (Ceux qui n’aiment pas lire)، بقلم راشيل كورنبلي 

يحكي أيضًا شخصية تكره الكتب وعليها الذهاب إلى المكتبة كل أسبوع. لكي تنتقم، أنشأ “نادي أولئك الذين لا يحبون القراءة” وسيعملون معًا على وضع خطة للانتقام من الكتب. تخلق الرسوم التوضيحية بالأبيض والأسود التي رسمتها جولي كولومبي جوًا مظلمًا إلى حد ما وتسلط الضوء على كراهية الكتاب التي تنبع من الشخصيات. يمكن أن تسمح هذه الكتب للطفل بوضع الكلمات والصور على مشاعره ويمكن أن تفتح النقاش حول مكانة الكتب والقراءة. وبالطبع يجب ألا ننسى أن القصص المصورة هي جزء من القراءة الشاملة للصغار. المهم أن تبقى القراءة ممتعة

عندما لا يكون ذلك كافيا؟

يتقدم كل طفل في رحلة اكتشاف القراءة والكتب بوتيرته الخاصة. الرفض المبدئي لا يعني رفضًا مطلقًا ويجب أن تتحلى بالصبر مع طفل لا يريد القراءة على الفور. لكن في بعض الأحيان يمكن أن يخفي مشاكل التعلم الأخرى. عسر القراءة هو اضطراب أو تغيير في القراءة يؤدي إلى أن تكون القراءة مترددة بشكل عام، وبطيئة، ومليئة بالأخطاء التي تتطلب مع ذلك قدرًا كبيرًا من الجهد.

بالإضافة إلى متابعة المتخصصين، من الممكن تقديم للطفل كتب التي توفر قراءة سهلة مثل مجموعة (ديسكول(10))، بخط سهل القراءة، تصميم جيد خفيف؛ لا يتم تحديد الكلمات الصعبة في أسفل الصفحة فحسب، بل يتم تلوينها بحسب مقطع لفظي لمساعدة الطفل على فك رموزها. يمكننا أن نرشح أيضا على سبيل المثال كتاب إريك سانفوايسين(11) الذي يحكي المغامرات السيئة لطفل صغير، ابن بائع كتب، لكنه لا يحب القراءة، حتى يلتقي بشارب حبر.

  1. Tout-petits déjà lecteurs.
  2. pop-up.
  3. Lire et faire lire.
  4. silence, on lit.
  5. I like books
  6. I Hate to Read
  7. Library Lion
  8. It’s a Book
  9. A bas la lecture
  10. dyscool
  11.  Le buveur d’encre

المصدر :https://theconversation.com/quelques-pistes-pour-donner-envie-de-lire-aux-enfants-148675

رأيان على “بعض الأفكار لترغيب الأطفال في القراءة

اترك رداً على لمياء: cultur généraleإلغاء الرد

%d